مادفعني لكتابة هذه التدوينة هو التساؤل الذي يراودني عند بدء أي عمل، وسؤال أجبت عليه في كورا، وتكرار الأسئلة المشابهة لهذا السؤال.
الجميع يسأل عن ماذا يحتاج حتى يبدأ، وأنا أيضاً تسائلت لكني لم أجد الإجابة إلا مؤخرا.
تصلني أسئلة مثل
- هل أحتاج المتابعين حتى أحصل على المال؟
- هل أحتاج لابتوب للعمل عبر الإنترنت؟
وغيرها الكثير من الأسئلة التي أسميها حواجز تمنع الشخص من الاكمال والانطلاق.
جواب هذا السؤال ببساطة هو، أنت تحتاج أن تبدأ، نعم أن تبدأ فقط!
وعندما تبدأ سيأتي كل شيء تباعاً، لا أقول أن جهاز اللابتوب غير مهم، ولا أقول أن عدد المتابعين لا يجذب القيمة، لكني أقول أن كل شيء سيأتي تباعاً في وقته المناسب، سيأتي لأن وقته قد حان وليس لأنك أطلت الانتظار.
بدأت العمل على الانترنت بأسوأ هاتف قد يخطر على بالك،كنت لا أملك سوى الورقة والقلم، وجهازاً يرثى له لدرجة أني كنت أتحرج من التواصل مع العملاء بسببه لأنه كان يفقد الوعي في أي لحظة!
بدأت بدون مكتب، بدون جهاز، بدون أي مقومات ظاهرية للنجاح، لكني لم أستسلم، من هاتفي السيئ اشتريت اليوم جهازاً رائعاً أضاف لي الكثير، وكونت علاقات مع أشخاص لم أحلم يوماً بمقابلتهم، تعرفت على عدد كبير من الكتاب، بنيت حسابي في تويتر، وبدأت مبادرة #كوكب_الكتاب ونجحت بها ومعها، ولو أني انتظرت اكتمال كل احتياجاتي ماكنت وصلت إلى هنا قط.
هل كان الأمر سهلاً؟ بالطبع لا.
مالحل إذاً؟
الحل يكمن في الوعي، وعيك بأن بعض المعارف لن تحصل عليها إلا بالتجربة والممارسة، وبأنك لن تكون خبيراً بمجرد ترقبكم واحترازاتك، وعيك بأن إمكاناتك بسيطة فتحتاج أن تكثف جهودك في العمل لتغطي هذه الفجوة.
كنت أعي تماماً أن إمكاناتي بسيطة لذلك كثفت جهودي وعملت ليلاً ونهاراً، واليوم ولله الحمد مازلت مستمرة بإمكانات أكبر وأكثر حصلت على جلّها بهاتفي البسيط!
ابدأ بما تملك، لا تنتظر أن يتحسن حالك وأنت في مكانك، صدقني، لن ينفع الترقب ولن تصل بالتفكير دون العمل. مهما كانت إمكاناتك بسيطة ثق بأنك تستطيع النجاح بها.
تمرين بسيط لاكتشاف الامكانات الحالية
- أحضر قلماً وورقة
- اكتب كل شيء تملكه الآن ويمكنك استثماره
مثال:
- قلم
- ورقة
- انترنت
- هاتف
- جهاز لابتوب
- وقت فراغ
- قوة تعلم
- علاقات
- شهادات
- قوة بدن
- صحة نفسية
- صحة عقلية
- صبر
- مصادر تعلم مجانية
- كتب
- وهكذا ستتفاجأ بما تملك!
صدقني بمجرد معرفتك لما تملك بغض النظر عما تفقد هو انتصار بالنسبة لك بل وبداية نجاحك، ابدأ الآن يارفيقي، أنا أنتظرك.
والآن أنت مستعد للانطلاق من إمكاناتك المتاحة لك.
ختاماً:
ليس المهم أن تكون خبيراً حتى تبدأ، بل أن تبدأ حتى تكون خبيراً.